القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود
عبد الرحمن في الخمسين من عمره ،يتمتع بحيوية ونشاط،يعمل في أحدى الدوائر الحكومية،يستيقظ مبكرا،يؤدي صلاته،ويتابع بعض الأعمال قبل ذهابه إلى العمل،يجلب الفطور الصباحي المكون من (الألبان ومشتقاتها والبيض)،من محل المواد الغذائية القريب من داره،يجلس هو وزوجته واولاده يتناولون الفطور الصباحي، ثم يتوجهون إلى اعمالهم،التفكير الذي يراوده دائما انه أضاع فرصة ثمينة في حياته، هي عدم أكماله تعليمه، وفي الوظيفة هناك فوارق كبيرة بين أصحاب الشهادات العلمية وغيرهم،وهو لا يرغب أن تكرر الحالة مع أولاده،فهو يسعى لتأمين مستقبلهم، وتوفير لهم كل الظروف التي تحقق امنياتهم، عبدالرحمن لديه خبرة في أعمال الزراعة والبستنة، عرض عليه احد( المديرين )بالعمل بعد الدوام الرسمي ترتيب حديقة البيت (٣) أيام في الشهر مقابل أجر، وافق على العمل،وبعد فترة ازدادت عليه العروض في أعمال الزراعة وترتيب حدائق البيوت من قبل الموظفين، عبد الرحمن خصص صندوقا لوضع الاجور فيه لوقت الحاجة،سنوات مضت ويتم قبول ابنه سمير في كلية الطب في أحدى المحافظات البعيدة،الزوجة والاولاد في حيرة من امرهم، الدراسة تحتاج إلى مبلغ من المال،اقترح عليهم سمير أن يؤجل الدراسة هذه السنة،عاد الأب من العمل وهو ينظر إليهم وهم في حالة كأبة،سألهم ماذا حدث في البيت، أجابت الزوجة قررنا تأجيل دراسة سمير هذه السنة، الراتب لا يكفي لمصروفات البيت ومصاريف الدراسة ، قال لهم اتركوا الأمر لي، وبعد أن تناول العشاء ،جمع أفراد العائلة، ودخل عليهم وهو يحمل صندوقا صغيرا، فتح الصندوق وفيه مبلغ من المال،وقال لهم هذا المبلغ لهذا اليوم الذي كنت أتوقعه، القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود، وعم الفرح والسرور والبهجة في البيت،وكانت مبادرة جيدة في وقتها ومكانها.
محمد صالح ياسين الجبوري
كاتب وصحافي